مدونة بو شيخة: رفع رقبة الخروف وليّ أذنه .. غش !

مكتب وزير البلدية نظم المشهد الفوضوي في سوق الري المؤقت .

موسم الأضحية رفع الباعة من 35 لأكثر من 300 والسودانيون غلبوا البنغال .

الباعة يشترون بالآجل من شركات ويردون لها ما لم يُبع من الأضاحي .

رفع رقبة الخروف ولي أذنه من أساليب الغش لإيهام المشتري بسمنة الخروف .

الأسعار لاتزال في إرتفاع وتوقعات بإنخفاضها بعد أول أيام العيد .

سوق الأضاحي فوضى لا تخلو من أساليب الغش .

توزيع الأعلاف المدعومة إبتداءاً من 17 الجاري .

فيما لاتزال أسعار الاضاحي من الاغنام آخذة بالارتفاع حتى بلغ سعر بعض الانواع 170 دينارا فان عدد مرابط الاضاحي في سوق صفاة الري ازداد الى عشرة اضعاف المرابط المرخصة من قبل بلدية الكويت ما ادى لانتشار تلك المرابط على مساحات أوسع من تلك المسموح بها بعد اغلاق سوق صفاة الري في ظاهرة تتكرر كل عام مع قرب حلول عيد الاضحى .

«الوطن» رافقت فريقا من مكتب وزير البلدية في جولة على مرابط الأضاحي المنتشرة في مواقف سوق الجمعة بعدما كانت بلدية الكويت أغلقت سوق صفاة الأغنام في الري والمرخص فيها فقط 35 مربطا، اذ سمحت لهم بممارسة عملهم في البيع في الساحة المقابلة لمواقف سوق لجمعة وسوق الطيور الا ان العدد تضاعف خلال هذه الايام التي تمثل موسما لبيع الخراف كاضاحي الى اكثر من 300 مربط.

فريق مكتب وزير البلدية قام بدوره بتنظيم عملية البيع غير انه لا يتدخل في الأسعار التي قال رئيس الفريق منصور الأذينة انها من اختصاص وزارة التجارة والصناعة ولا يد للبلدية عليها ولكن عمل البلدية يتركز على تنظيم السوق والحد من الوضع الفوضوي الذي صارت عليه المنطقة بتزايد اعداد المرابط والبائعين فيها.

وأما «الوطن» التي رافقت فريق التفتيش فرصدت جوانب أخرى لسوق الأضاحي الذي يشهد عمليات للغش لها اساليبها المختلفة ويتضمن هذا التقرير بعضا منها وأهدافها كما رصدت كذلك آلية البيع والشراء في هذا السوق الموسمي.
فأما عن جولة فريق التفتيش فقد رصد بتوجيهات من وزير البلدية وزير الدولة لشؤون الاسكان المهندس سالم الاذينة المخالفات التي يشهدها السوق ما حول الوضع الى فوضوي بانتشار المرابط في مواقف سيارات سوق الجمعة بما يؤدي إليه ذلك من ترك مخلفات الاغنام والاوساخ من بقايا الاعلاف.

الإجراء الذي قام به الفريق إزاء ذلك تمثل في توقيع الباعة على تعهدات بعدم تجاوز الحدود المسموح بها للبيع وكذلك عدم تجاوز المساحة المقررة لكل مربط بمساحة 48 مترا لكل مربط ويكون مسورا بشبك معدني متنقل.

كما يقضي التعهد نفسه بان يزيل البائع الشبك الذي تسمح به بلدية الكويت مؤقتا بعد انتهاء ايام عيد الاضحى وتنظيف مكانه عدا أولئك الحاصلين على تراخيص مرابط في سوق الصفاة المغلق حاليا فيستمرون في عملهم وفي الحدود المسموح لهم بها.
ومن يخالف ذلك فإن التعهد الذي يوقع عليه البائع يقضي بمصادرة أغنامه وارسالها الى المسلخ لذبحها هناك وتغريمه مبلغ 50 دينارا فتم على اثر ذلك ارجاع المتجاوزين من البائعين الى حدود المساحة المرخصة مؤقتا كبديل لسوق الصفاة الى حين تنظيمه.

السودانيون وآلية البيع

وأما عما رصدته «الوطن» في جولة الامس فكان الابرز هو طغيان الجالية السودانية على سوق الاغنام بدلا من الباعة البنغلاديشيين حيث يشكل السودانيون العنصر الاكثر ولهم السيطرة على هذا السوق المؤقت المعروف بسوق الاضاحي.

وفي أحاديث معهم كشف عدد من الباعة ان شركات وملاكا معدودين هم من «يمونون» السوق بالاضاحي من الاغنام وفقا لما يعرف بطريقة بيع التصريف اذ ان الباعة في السوق في غالبهم ليسوا ملاكا لتلك الاضاحي وانما هم مصرفون لها.

فتلك الشركات والملاك الذين يسيطرون على السوق يقومون ببيع كميات من الاغنام لكل واحد من الباعة في السوق من العمالة سواء السودانيون او القلة من البنغلاديشيين او من غير محددي الجنسية على طريقة السداد المؤجل او المؤجل جزء منه مع ضمان إعادة ما لايتم بيعه من الاغنام الى المالك الاصلي سواء من الشركات او الملاك العاديين بحيث يتم سداد قيمة ما تم بيعه فقط من الاغنام.

أساليب الغش

أما عن أساليب الغش التي يشهدها السوق من بعض الباعة فانها تنطلي على كثير من المشترين ولم يحد منها كون هذه الخرف تباع كاضاح في واحدة من الشعائر المقدسة في الاسلام إذ تهدف تلك الاساليب في غالبها الى اقناع المشتري بان الخروف سمين عدا الغش في النوع.

فأما عن الغش في النوع فهو أمر يستدعي خبرة من المشتري في معرفة الخروف المحلي من المستورد سواء ايراني أو عراقي او غيره من الانواع التي تشترك مع الخروف المحلي في بعض الصفات حيث يقدم بعض الباعة تلك الأنواع على انها من النوع المحلي.
وفي شأن أساليب الغش في جودة الخروف فإنها تتركز على ثلاثة أساليب تهدف كلها الى اقناع المشتري بأن الخروف سمين وتأتي على النحو التالي:

أولا: إطعام الخروف كميات من الملح تجبره على شرب كميات كبيره من الماء ما يؤدي الى ملء معدته وبالتالي ترجع كميات من اللحم على الاجناب الى الظهر فيبدو سمينا اذا تقاس سمنة الخروف من خلال جس ظهره وتحسس كميات اللحم وما اذا كانت تكسو بشكل جيد فقرات العمود الفقري..وهذه طريقة تعرف من انفتاخ البطن للخروف غالبا.

ثانيا: يقوم بعض الباعة بحجة إمساك الخروف للمشتري برفع رقبته الى ظهره ما يؤدي الى تراجع اللحم والشحم الى منطقة الظهر فيعتقد المشتري هنا ان الظهر مملوء باللحم فيما الحقيقة أنها كميات من اللحم والجلد أيضا تتكتل في منطقة الظهر.. ولكن بعض من ينتبهون الى هذه الطريقة عادة ما يطلبون من البائع ترك الخروف على طبيعته وإنزال رقبته.

ثالثا: لما كانت طريقة رفع الرقبة كشفت للكثيرين فان بعض الباعة لجأوا الى طريقة اخرى تعتمد على خفة اليد وسرعة التصرف اذ يوهم البائع المشتري بأنه يمسك له الخروف ليتمكن من جس سمنته فيقوم بإمساك الخروف من أذنه لكنه يلويها بشدة ما يجعل الخروف يواجه الاحساس بالألم بشد أعصابه وبالتالي انكماش ظهره فتتراجع كميات من الجلد واللحم الى فقرات الظهر ليبدو سمينا.

الى ذلك فلا يتورع بعض الباعة عند قراءة حسن النية في المشتري عن تبديل خروفه الذي تم الاتفاق على شرائه بآخر فيه شبه به عندما يفلت الخروف ليهرب بين باقي الخراف ويمسك بآخر يجره الى السيارة مستغلاً البائع في هذه الحالة حالة الفوضى التي تخلقها الخراف في المربط ويضع خروفا آخر في سيارة المشتري.

الأسعار

أخيرا فإن الأسعار لا تزال في ازدياد للأضاحي إذ وصل بعض انواع الأضحية من الخراف المحلية الى 170 ديناراً وهي الأطيب في السوق فيما لا يقل سعر المحلي في أقل الحالات عن 120 ديناراً في حين يندر الخروف السعودي الذي يصل سعره الى 150 ديناراً.

أما الإيراني والشفالي فتتراوح أسعار الأضحية منها ما بين 80 الى 100 دينار، فيما يتوقع باعة ان تشهد الأسعار انخفاضا عن هذه الارقام مع زوال شمس اليوم الاول من العيد حيث يحرص الكثيرون على شراء الأضحية مع صبيحة يوم العيد الأول للتمكن من الحلاقة بعد سنة الإحرام بالامتناع عن الأخذ من الشعر والأظفار منذ دخول شهر ذي الحجة لمن لا يحج.

صفات الأضحية

وفقا للاراء الفقهية فان الأضحية الشرعية لابد ان تكون سليمة من العيوب كالمرض والعمى والعرج البين والهزل، وأن تكون ثنية وهي ما تم له خمس سنين من الابل أو سنتان من البقر أو سنة واحدة من المعز.

أما الضأن فيجزئ منه الجذع وهو ما تم له ستة أشهر فأكثر.ومن العيوب المانعة ان يكون الحيوان قد ذهب أكثر قرنه أو أذنه، فاذا كان الحيوان سليما من كل نقص كان أكمل .

الفرق بين المحلي والمستورد :

يلخص بعض المتمرسين الفرق بين الخروف النعيمي المحلي والنعيي المستورد من سوري او تركي بأن الخروف النعيمي يتسم برأس صغير نسبيا وقرون صغيرة ويكون صوفه ناعما وقصيرا نسبيا.

الى ذلك هناك علامة فارقة للنعيمي المحلي هي عقدة الإلية التي تكون في منتصف الإلية مثل الذنب الصغير في منتصف الإلية وتكون في النعيمي المحلي صغيرة وملتصقة بالالية..

اما السوري فيتسم بقرون اكبر وكذلك رأس كبير كما ان صوفه يكون اخشن من الخروف النعيمي المحلي واكثر كثافة كما ان لون صوفه يميل الى الحمرة او الصفرة.

واما الخروف الايراني او ما يعرف باسم الشفالي فان صوفه يكون اكثر خشونة واقرب الى أن يكون مبروما على عكس النعيمي من النوعين المحلي والسوري الذي يكون صوفه اكثر انسيابية.

من جانب آخر، أعلنت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية عن صرف الأعلاف المدعومة اعتبارا من يوم الخميس 17 الجاري من الساعة السابعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، وذلك بالتنسيق مع شركة المطاحن.

سوق الأضاحي.. غلاء في الأسعار وغش في البيع.. أحياناً